كتب تتداولها الفتيات بشكل سري حول الحب وعلاقة الرجل بالمرأة
بسبب جفاف الكتاب المدرسي
تحت العشرين
12 - ربيع الآخر - 1430 هـ| 08 - ابريل - 2009

يمكن للإنسان أن يعرف اهتمامات وتوجهات الآخرين من خلال قراءاتهم.. ولكن ماذا لو أخفيت عنك ما أقرأه ؟.. هذا ما تفعله الفتيات فباستطلاع آراء الفتيات والخبراء تبين لنا أن الفتيات خاصة في مرحلة المراهقة تقرأ كتباً غير هادفة وتتبادل كتب الحب وعلاقة الرجل بالمرأة فيما بينهن سراً بعدما امتلأت بها أرصفة الشوارع وذلك بحجة معرفة الأخر وجفاف الكتاب المدرسي والذي يرى البعض أنه المتهم في تحول الفتيات نحو هذا الاتجاه من القراءة....
قالت إحدى أمينات مكتبة مبارك "وهي واحدة من أكبر المكتبات بالقاهرة" إن الفتيات أكثر إقبالاً على القراءة من الشباب حيث يهتممن بمتابعة الروايات والقصص الطويلة التي هي أقرب في محاكاتها للواقع المعيشي ولأحداث الحياة اليومية وقد انتشرت في الفترة الأخيرة أشكال الكتابة النَّسوية التي تتناول أدق التفاصيل الخاصة بحياة المرأة وسلوكياتها ووضعها في المجتمع وتعكس ثقافتها وتعبر عن نزعاتها النفسية ..
وأضافت أن الكتب الدينية أيضاً تقع ضمن دائرة اهتمام الفتيات أحياناً حيث أن الوازع الديني لا يزال هو المسيطر على الشعب المصري متى وجد الأسلوب الدعوى المتميز وأكثر الكتب الدينية قرباً للفتيات هي للدعاة المعاصرين من الشباب المعروفين لدي الناس ككتب "عمرو خالد" والشيخ "خالد الجندي" حيث ترى الفتيات أن هؤلاء الدعاة هم الأقدر على توصيل صحيح الدين إليهم بشكل بسيط لين .. تألفه القلوب ويتقبله العقل.. كما تحب الفتيات الإطلاع على كتب تفسير الأحلام حيث يعتبرونها ضمن الكتب المثيرة والشيقة ولا تنسي الفتيات كتب الطبخ والديكور وفنون التنسيق والتعامل حرصا منهن على أن يكن سيدات بيوت ناجحات وانتظاراً لأن يطرق ابن الحلال" العريس " بيوتهن.
وباستطلاع رأي فتيات من مراحل عمريه مختلفة تبين لنا تطور الاهتمامات وأوليات القراءة من مرحلة عمرية لأخرى ففتيات المرحلة الثانوية " مرحلة المراهقة " توجد مجموعة من الكتب التي يقرأنها ويتبادلنها فيما بينهن بشكل سري دون علم الأهل تتناول المشاكل العاطفية والجنس الأخر وطرق التعامل معه. مثل " مشاكل عاطفية لها حل " ، " واسألوني عن الحب" ، "أحبك " ، " رسالة حب " .
هند " طالبة في الصف الثاني الثانوي " ترى أن الكتب الرومانسية والعاطفية هي التي تلفت اهتمامها وهي كتب رخيصة الثمن يمكنها أن تشتريها من خلال مصروفها اليومي أو تتبادلها مع زميلاتها بالمدرسة بغرض زيادة المعرفة بالطرف الأخر، تقول:هي فرصة جديدة لنا للهروب من وطأة الكتب الدراسية المفروضة علينا .
لمياء فاروق " بالصف الأول الثانوي " تقول أنا لم أعد أحب القراءة بسبب الدراسة والكتب المدرسية التي غالباً ما تملي علينا مالا نحبه وبأسلوب غير محبب أو مقبول لدي الطلاب .. كما أن جفاف المواد والكتب المدرسية جعلنا نحجم عن القراءة بشكل عام وما أن ينتهي العام الدراسي حتى نلقي بالكتب في أي مكان بعيداً عن أعيننا .. ورغم ذلك إذا وقع تحت يدي كتب للأطفال كمغامرات ميكي أو القصص البوليسية فلا أتركها حتى انتهي منها .
سلوى علي " 21 سنه " تحب القراءة كثيراً ويكون ذلك في أوقات الفراغ تقول: أعتدت منذ عامين على شراء الروايات الاجتماعية والبوليسية وكتب التاريخ وأبدأ في قراءتها يومياً قبل موعد النوم بساعة وقد تستهوليني بعض الكتب ويسيطر علي أسلوبها الممتع والشيق وتسلسل أحداثها، فلا أستطيع أن أنام دون أن انتهي من قراءتها كاملة .
وترى شيماء فتحي " 23 سنه " أن القراءة تضيف أعماراً لأعمارنا وتجارب الآخرين لحياتنا خاصة الكتب المتعلقة بالتنمية البشرية وتنمية الذات والقدرات كتلك التي يقدمها كارنجي و د. إبراهيم الفقي وكذلك كتب السير الذاتية وكتب التاريخ الإسلامي وسيرة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وكتب الحضارات القديمة والأمم البائدة وهي كتب مسليه جداً وفي النفس الوقت تقدم حكما ومواعظ قد تغير من أساليب فكرنا وحياتنا تماماً .
هبة محمود " 28 سنه " تقضي معظم وقتها في القراءة والإطلاع وتستهويها كثيرا روايات يوسف السباعي لما لرواياته من طابع رومانسي واقعي يتناول أهم المشاكل والظواهر المجتمعية بوضوح وصراحة وبأسلوب سلس جذاب .. وتقول أنه رغم حبها للكتب والروايات التي تلتقط صوراً المجتمع إلا أنها تقرأ أيضا الروايات البوليسية للدكتور نبيل فاروق والتي يكتب بأسلوب مشوق وممتع يجعلك مشدودا للقراءة حتى تنتهي من الرواية.
ولازالت الكتب المطبوعة هي المسيطرة حاليا والأكثر انتشاراً بين الفتيات رغم توافر الكتب الالكترونية والانترنت حيث تري إيمان علي "25 سنه" أنني أقراء الصحف والمجلات سريعا علي الانترنت وبعض الكتب التي تلفت انتباهي فقط لأن هناك كتب الكترونية غير دقيقة وبها من الأخطاء في النقل هذا بخلاف صعوبة قراءة كتاب كامل وأنت مشدود لشاشة الكمبيوتر بينما يمكنني قراءة المطبوع في أي مكان وأي وقت دون معاناة.
ويري د. نبيل الزهار" أستاذ علم الاجتماع " أن الميول للقراءة تختلف من مرحلة لأخرى حيث تنتشر الكتب غير الهادفة والفارغة من المحتوي المفيد، والكتب التي تتناول علاقة الرجل بالمرأة الجنس على وجه الخصوص بين الفتيات في مرحلة المراهقة لتوافقها مع رغباتهم المكبوتة والأشياء الغامضة التي تدور في أذهانهم خاصة أن هناك فراغ أحدثته الكتب الدراسية، وتتبادل الفتيات هذه الكتب فيما بينهم بشكل كبير كما أنها تباع على الأرصفة بالشوارع بأسعار رخيصة , وقد تستمر هذه المرحلة حتى دخول الجامعة وبعدها تتجه الفتيات للكتب الرومانسية التي تتناول المرحلة المقبلة عليها وتهتم بقضايا الزواج والحياة الزوجية وقصص الحب والأسرة وما إلى ذلك .. وفي المراحل التالية نجد أن النضج العقلي يبدأ في الظهور شيئاً فشيئاً على قراءات الفتيات فنجد الروايات وكتب التاريخ والأحداث اليومية المشوقة وتقل القراءة بشكل عام مع الزواج والانشغال بأمور الحياة لتقتصر في أغلب الأحيان على كتب الموضة والطبخ والديكور.
وأكد الزهارعلى أهمية انتقاء الكتب المفيدة في كل المراحل العمرية خاصة في مرحلة المراهقة حيث إن كثيراً من المعلومات لديهم مبهمة، وحاجتهم إلى الثقافة السليمة البناءة ماسة.. كما أنهم يملكون من الوقت ما يمنحهم الفرصة للقراءة وتنمية قدراتهم الشخصية وصقل مواهبهم وهواياتهم ليوظفوها بالطريقة التي توصلهم إلى النجاح والتميز.