لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

30 - ربيع أول - 1438 هـ:: 30 - ديسمبر - 2016

أتمنّى أنّ اللوم المستمرّ لنفسي و العقاب الذي أعاقبه لها يتوقّف!

السائلة:hanaa

السلام عليكم ورحمة الله
تعرّضت منذ الصغر لأزمة نفسيّة شديدة كانت تشمل المرحلتين الابتدائيّة و الإعداديّة .. كانت أختي مريضة نفسيّا وكانت ترتكب أخطاء و مشاكل لا تحتمل ، و كانت تستعطفني وكنت أعاقب من قبل والدتي بدلا منها ، و بعد الضرب الذي أتعرّض له كنت مقابله أنتقم من نفسي بأيّ شكل كعقاب لما هي فيه ، و يحدث لها أحيانا من الضرب و قصّ الشعر الذي تعرّضت له من قبل أمّي بسبب أخطاء لم أرتكبها ، كنت أنتقم من نفسي ، مرّة مسكت دبوسا وجرحت يدي بكتابة كلمة مدرّسة ولم أبال بالدم والألم لأنّ المدرّسة كانت المتنفّس الوحيد لي ، و مرّة أظلّ أحكّ فروة رأسي حتّى يسيل الدم أو قشرة أزيحها ، وأكمل الآن حياتي وعندما أتوتّر ألعب بحبوب في وجهي أو أزيل طبقات كعب قدمي دون وعي ..المشكلة الأكبر والتي أتمنّى أن أتخلّص منها مع نفسي ليست مع أختي لأنّ أختي بعد المرحلة الإعداديّة توقّفت عن تلك الأعمال و أمّي عرفت الحقيقة بعد تخرّجي من الجامعة وطلبت منّي أن أسامح أختي .. المشكلة التي أعاني منها هي نفسي ، دائما ما ألقي اللوم عليها في أيّ موقف أو أيّ مشكلة حتّى إن لم يكن الخطأ منّي ، ودائما ما أقلّل من نفسي بنفسي وعندما أنجح في أمر ويعجب الناس بي أجد نفسي تفوقني بكلام جارح :" يجاملونك فرحانة على إيه" و تبدأ التقليل منّي ، مرّة أخرى أفقد الثقة بنفسي و أفقد أيضا تقديري لذاتي و نفسي و أتمنّى أنّ اللوم المستمرّ لنفسي و العقاب الذي أعاقبه لها يتوقّف .

عمر المشكلة :
مشكلة قديمة لكنّي أبحث عن حلّ لعواقبها ..

في اعتقادك ما هي أسباب المشكلة ؟
لوم النفس المستمرّ و التقليل منها بداخلي هما أزمة حياتي نفسيّا ، أثق بنفسي حتّى وإن نجحت لفترة أعود كما كنت ، عندما أحلم بالزواج في خيالي أحيانا تأتي بخاطري أفكار شيطانيّة بأنّ زوج المستقبل يضربني أو يهينني أو يذلّني أريد أن ألغي كلّ هذه الأفكار ..كيف أبدأ ؟

في اعتقادك ما هي الأسباب التي أدّت إلى تفاقم المشكلة؟
ما تعرّضت له منذ الصغر من تهديد من قبل أختي إن لم أعطها مصروفي مثلا ترتكب جريمة أعاقب عليها ، وكنت دائما في خوف و ترقّب ووحدة ، وكنت أحيانا أصحو على الضرب من قبل أمّي و لا أعرف سبب الحدث .. كانت أختي تجري خلفي وتلقي اللوم عليّ أمام أمّي وتعرف أمّي السبب الذي ضربت من أجله ، و كنت عندما أصرخ و أقول لها سأقول لأمّي كلّ شيء تقول لي سوف لا تصدّقك و ستعاقبين أكثر .

ما هي الإجراءات التي قمت بها لحلّ المشكلة؟
حاولت أن أقرأ كثيرا عن كتب تقدير الذات وأسمع فيديوهات عن الثقة بالنفس لكنّي لا أعرف .

الإجابة

عليكم السلام ورحمة الله
عزيزتي السائلة أشكر ثقتك بنا وطلب الاستشارة من أهل الاختصاص .. وكما يتّضح لي من خلال استشارتك أنّه مازالت ذكريات الماضي تحاصر ذهنك وترهقك فلا بدّ من التحرّر من هذا الألم القديم ونزع كلّ الأفكار السلبيّة واستلطاف نفسك بتقبّلها أنّ الماضي ذهب مع أدراج الريح وأنت اليوم بنت اليوم والحاضر والمستقبل ، وكلّ شيء تغيّر أوّله أختك وأمّك وطبيعة الحياة بينكما ..
قد تكونين تشعرين بالإحباط واللوم لنفسك وهذا يرجّح لعدم ثقتك بإمكانيّاتك الشخصيّة والنفسيّة ، وهنا ضروريّ أن تعزّزي ثقتك بنفسك وتثقي بذاتك ونجاحاتك وتوثّقي علاقاتك الاجتماعيّة بالقوّة والمصداقيّة والأخلاق الحميدة .
النجاح والتوفيق الدراسي هذا بحدّ ذاته مكافأة لك بتميّزك وتطوّرك ..ذكريات الطفولة ياعزيزتي حتّى إن كانت مؤلمة نحن من نسمح لها بأن تؤثّر على واقعنا ومستقبلنا ونحن من نضع لها حدّا في الوقوف على ما هي عليه والمضيّ قدما إلى الأمام بدونها وبدون تأثيرها وألمها (( والرسالة التي أودّ أن أوصلها لكـ هي العزيمة والإصرار في نسيان الماضي كلّه والإنسان طبيب نفسه )) ، إذا لم تجاهدي نفسك في التخلّص من هذا الألم وتجاهله وعدم الجدال مع أفكارك المبطّنة لن يستطيع أيّ أحد مساعدتك في هذا الموضوع لأنّه متعلّق بذكريات دفينة ، ووحدك أنت من تملكين صمّام الأمان لسلامة نفسك وذهنك وحياتك في المجمل العامّ .
حضور دورات تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس، المشاركة في الأعمال التطوّعيّة ومساعدة المحتاجين ، وهذه الأعمال تصقل شخصيّة الفرد وتعينه على التخلّص من التفكير غير النافع إلى التفكير الهادف ، وهنا يتغيّر محور الحياة الشخصيّة .
أرى في شخصيّتك نموذجا للقدوة والتضحية وأنت إنسانة تستحقّين أن تكوني أفضل وأنجح ممّا أنت عليه الآن ، وحتما سيكون لك مستقبل زاهر بين وسطك الاجتماعي من الناس فلا تستسلمي أبدا وابدئي خطواتك إلى الأمام وبكلّ ثقة وفخر ولا تلتفي إلى الوراء مطلقا .
أتمنّى أن تعيشي في سكينة واطمئنان في ظلّ رقيّ فكرك والقيم الإنسانيّة السامية .

( عزيزي الزائر: المستشار بحاجة إلى أن يعرف تقييمكم للإجابة.. فلا تبخلوا عليه بالتقييم الموجود في أعلى الإجابة على اليمين .. ولا تبخلوا على المستشير برسائلكم وتجاربكم فإن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )