لها لأون لاين - موقع المرأة العربية

الاستشارات الاجتماعية » مشكلات زوجية-الأسباب الداخلية » التقصير والإهمال في الحياة الزوجية

16 - ربيع أول - 1431 هـ:: 02 - مارس - 2010

زوجي أعطى مفاتيح الشقة لأخيه دون رضاي!

السائلة:دوللى ع

الإستشارة:سميحة محمود غريب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حيرانة في أمور زوجي
أنا متزوجة منذ سنتين وعندي مشكلة أرجو أن تفيدوني فيها وهى: زوجي من يوم زواجنا أعطى نسخة من مفاتيح الشقة لأخيه المتزوج ووالده الأرمل علما بأن أخاه بالقرب من منزلنا ويريد يدخل ونحن غير موجودين بالمنزل وأنا غير راضية عن ذلك.
أرجو أن تفيدوني لأني لا أريد مشاكل علما بأنني أخبرت زوجي من قبل أنى غير راضية عن هذا التصرف لكنه معتبر ذلك شيء عادي لأنه هو نفسه معه نسخة من مفاتيح شقة أخيه كذلك هل هذا شيء صحيح؟

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه و سلم تسليما كثيرا..
يسرنا أن نرحب بكِ في موقعكِ لها أون لاين، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، و يسعدنا اتصالكِ بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
ابنتي الحبيبة دوللي .. لكِ كل الحق في أن تكون لحياتكِ الزوجية خصوصية، ولا يجوز لأخو الزوج أو أبيه أو أي شخص أن يدخل بيتكِ في عدم وجودكِ أو وجود زوجكِ، أو دون استئذان لمن بداخل البيت، ويطلع علي أسراركِ المادية أو المعنوية، أو يري متعلقاتكِ، ويكفي في ذلك الحديث الشريف الزاجر"من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو كان في جوف بيته" أخرجه الترمذي والبيهقي في الشعب. والبيوت كما يعلم الجميع عورة لا يصح ولا يجوز لأي أحد أن يتطلع علي عورتها دون إذن أصحابها، هذا هو ديننا وهذا هو إسلامنا. وليس للزوج أن يتساهل في هذا الأمر ويعطي مفتاح شقتكِ لأحد من أهله، ولا أن تعطي أنتي مفتاح شقتكِ لأحد من أهلك، ليدخل دون إذن أو استئذان. وينبغي لأهل الزوج ألا يستجيبوا لابنهم إذا تساهل في هذا الأمر، أو أبدى شيء من المجاملة لهم ؛ لأن البيت خاص بالزوجين؛ ولذا ورد الأمر بالاستئذان عند الزيارة، وشدَّد الله تعالى في ذلك فقال: "وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم" النور:28. وإن كان هناك بعض الأسر لا تري أي غضاضة في دخول شقة الابن في عدم وجوده أو عدم وجود زوجته، وتعتبر ذلك حق طبيعي لا حرج فيه، فهذا ليس من الأدب الإسلامي في شيء. لهذا أنصحك – ابنتي الكريمة - بكل لطف أن تبيني لزوجك حقكِ في حفظ عورات بيتكِ، دون أن تمسي أهله بأي سوء، حتى لا يظن أن في قلبكِ شيء، وبيني له حكم الإسلام في ذلك. كما أحب منكِ يا ابنتي دوللي أن تطلبي من زوجكِ عدم الاحتفاظ بمفتاح شقة أخيه، علي أن يبين له حكم الشرع في ذلك ، وكيف أن الإسلام حرص علي خصوصية الزوجة،وعلي عورات البيوت حتى تظل العلاقات الأسرية نظيفة وطاهرة وبعيدة كل البعد عن أي شيء يشوبها.
و هذه كلمة أوجهها للزوج الكريم..
اعلم أخي الكريم أن كل زوجة تحب أن يكون لها خصوصياتها لا يطلع عليها أحد، فلا تحرمها هذه الخصوصية، وباستطاعتكِ أن تحافظ علي هذه الخصوصية دون المساس ببر أخيك أو أبيك. وتخيل – أخي الزوج الفاضل – أن أخيك قد دخل شقتكِ في غيابك فرأي زوجتك وقد تخففت من ملابسها، أو وضعت حجابها.. أو في وضع لا يجوز ولا يصح أن يراها فيه أحد، ألا يبعث هذا الاحتمال الغيرة في نفسك ؟ وهل تقبل علي نفسك أن تدخل شقك أخيك دون استئذان وتري ما تري من عورات، وتنكشف أمام عينيكِ أشياء لا يحل لك أن تنظر إليها؟ هل تعلم أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قد نهي نهيا شديدا عن الدخول علي النساء في حديثه وهو يربي أمة الإسلام علي مكارم الأخلاق: " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت " متفق عليه . أرأيت –أخي الكريم- كيف شدد الرسول في هذا الأمر؟؟
ابنتي الحبيبة.. عليك بدعاء الله سبحانه، خصوصاً في صلواتك وخلواتك وآخر الليل، اسألي الله الاستقرار في حياتك الزوجية، وأن يؤلف الله بين قلبكِ وقلب زوجكِ، و أساليه أن يصرف عنكما شياطين الإنس والجن.
وأخيرا.. تقربا إلي الله تعالى بإتباع شرعه والالتزام بسنته، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضي، وأن يجعلنا جميعاً هداة مهتدين.