المهارات الانفعالية يمكن تنميتها وإن كانت هذه التنمية تتطلب جهدا ووقتا ومثابرة ثم استمرار على السلوك المكتسب حتى يصبح جزءا من شخصية الفرد
: وهي تبدأ برغبة الشخص الحقيقة في التغيير، ثم بالوعي بالواقع الحالي ..
مثل أن يعي العصبي أنه كذلك وأن مستوى الانفعال لديه مرتفع عما يتطلبه الموقف ، فإن كان الشخص غير واعيا لهذا الأمر أو غير معترف به فقد قطع طريق تنمية المهارات الانفعالية من أوله ،
ثم تأتي الخطوة التالية وهي معرفة إمكانية تغيير ذلك عن طريق التدريب .. فقد يقول قائل أنا عصبي منذ بداية حياتي هذا طبعي ويتذرع بأن الطبع يغلب التطبع ، والصحيح أن الطبع بالتطبع والحلم بالتحلم وأنه بإمكان الإنسان إن صدقت إرادته أن يكتسب مستعينا بالله ما شاء من المهارات ،
ثم تأتي الخطوة الثالثة : وهي أن يبدأ التدريب بطريقة متدرجة ومستمرة مدركا أن هذا الأمر يتطلب مجاهدة وأنه لا يأتي بين يوم وليلة ،
فمثلا في حالة الشخص الذي يعاني من العصبية عليه أن يبدأ بتجزئة المشكلة فإذا كانت عصبيته مع جميع المحيطين به عليه أن يحدد الأشخاص الأولى بأن يكون أكثر هدوءا معهم كالوالدين أو الأطفال أو رئيس العمل أو حسب الأشخاص المحيطين به ،
ثم يبدأ في تجزئة مشكلة الغضب من خلال الأفعال التي تصدر عنه وقت الغضب : اعتداء بدني ، ألفاظ غير ملائمة ، صوت مرتفع؛ ويقرر أن يبدأ بأشدها ضررا، كأن يقول مهما غضبت فلن أصل إلى اعتداء بدني، ثم يرصد تقدمه في هذا المجال ، ثم يقول مهما غضبت فلن أتلفظ بألفاظ أندم عليها وهكذا ..
ولا بد بعد ذلك من الاستمرار على السلوك المكتسب . فالطبع يبدأ من سلوك مفرد يتكرر فيصبح عادة تستمر فتدخل في سياق الطبع.

تعتمد الحياة الأسرية السعيدة بشكل قوي على قدرة الفرد على التوافق مع الضغوط والدوافع المتعارضة، وفهم الانفعالات السلبية كالغضب والحزن والتعبير عنها وتوظيفها في المواقف الحياتية وإدارتها والتحكم فيها بما يحقق التفاهم والاستقرار في الحياة الاسرية بين الزوجين ومع الأبناء.و تشير الإحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الأطفال يتعرضون للإيذاء في حياتهم اليومية ،هؤلاء الأطفال الذين ينشئون في أجواء تفتقر إلى العاطفة والعلاقات السوية من الصعب عليهم أن يقيموا علاقات اجتماعية طيبة في أسرهم ومع أفراد مجتمعهم بعد ذلك كما أنهم يكونون عرضة للسلوكيات المنحرفة، ومن شأن مهارات الذكاء الانفعالي أن تنمي لدى الأفراد القدرة على مواجهة الضغوط اليومية والمواقف الصعبة وتحمل الأحداث السيئة والانفعالات القوية دون التعرض للانهيار، وذلك عن طريق فهم الانفعالات والتعبير عنها وتوظيفها وحسن إدارتهاللتعامل مع هذه الضغوط بفاعلية وإيجابية، والتوافق مع ظروف البيئة المحيطة وتعديل المشاعر والأفكار والسلوك كلما تغيرت ظروف الحياة.